أعلن رئيس وزراء إيرلندا سايمن هاريس الأربعاء أن بلاده تعترف بدولة فلسطين، في إعلان مشترك مع أوسلو ومدريد. وقال هاريس “اليوم، تعلن إيرلندا والنرويج وإسبانيا اعترافها بدولة فلسطين”، مضيفا أنه “يوم تاريخي ومهم لإيرلندا وفلسطين”. وأضاف: “نحن واثقون من أن مزيدا من الدول ستنضم إلينا في هذه الخطوة”.
وأعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث أنه يعتزم الإعلان في 28 مايو الحالي الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، ليؤكد بذلك تقريرا نشره موقع إل كونفيدنشال الإخباري في وقت سابق.
وتزامنا، أعلن رئيس وزراء النرويج أن بلاده ستعترف رسميا بفلسطين كدولة. وأضاف يوناس غار ستوره اليوم الأربعاء “لا يمكن أن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط إن لم يكن هناك اعتراف” بفلسطين. وأضاف أن النرويج ستعترف بالدولة الفلسطينية اعتبارا من 28 مايو أيار.
وقبلها، ذكرت قناة “إن آر كيه” الرسمية وصحيفة “أفتنبوستن” اليومية نقلا عن مصادر لم تذكر هوياتها أن الحكومة النرويجية ستعلن اليوم الأربعاء الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة. يأتي ذلك فيما قال مصدر مطلع إن الحكومة الأيرلندية ستعلن الاعتراف بدولة فلسطينية اليوم الأربعاء أيضا.
مؤتمر للسلام
وأفادت وثيقة أوروبية داخلية بأن الاتحاد الأوروبي يقترح عقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط في نهاية يونيو 2024 . والوثيقة الأوروبية تتحدث عن إمكانية عقد مؤتمر تحضيري للسلام في الشرق الأوسط دون مشاركة طرفي النزاع، وتقترح في هذا الإطار عقد مؤتمر تحضيري للسلام نهاية يونيو 2024 في أوروبا أو في دولة عربية.
كما تقترح الوثيقة الأوروبية أيضا فرض عقوبات على الطرف الذي يعترض على مخرجات مؤتمر السلام التحضيري.
فرنسا.. الظروف غير متوافرة الآن
ورأى وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الأربعاء أن الاعتراف بدولة فلسطين “ليس من المحظورات” بالنسبة لفرنسا لكن باريس تعتبر ان الظروف غير متوافرة “الآن ليكون لهذا القرار تأثيرا فعليا” على العملية الهادفة إلى قيام دولتين.
وأكد في تصريح مكتوب لوكالة فرانس برس “يجب أن يكون قرار كهذا مفيدا أي السماح بتسجيل تقدم حاسم على الصعيد السياسي. في هذا الإطار، يجب أن يحصل هذا القرار في الوقت المناسب” ليحدث فرقاً.
إسرائيل تتوعد
وردا على ذلك استدعت إسرائيل سفيرَيها في إيرلندا والنرويج “لإجراء مشاورات طارئة” بعد تحرك هذين البلدين نحو الاعتراف بدولة فلسطين.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان “أوجه اليوم رسالة شديدة اللهجة إلى إيرلندا والنرويج: لن تلزم إسرائيل الصمت على ذلك. أصدرت التعليمات لعودة السفيرين الإسرائيليين في دبلن وأوسلو إلى إسرائيل لإجراء مزيد من المشاورات”.
وبحسب كاتس فإن “الخطوات المتسرعة للبلدين ستكون لها عواقب وخيمة، وإذا نفذت إسبانيا وعودها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية فتتّخذ خطوات ضدها”.
فيما وجه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حثه فيها على اتخاذ إجراءات ضد السلطة الفلسطينية. ودعا سموتريتش إلى المصادقة على آلاف المستوطنات ردا على اعتراف دول بالدولة الفلسطينية. وقال أيضا إنه لا ينوي تحويل أي أموال إلى السلطة الفلسطينية.
إلغاء فك الارتباط
وفي تطور جديد أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلغاء خطة “فك الارتباط” بشمال الضفة ما يتيح إعادة بناء 3 مستوطنات.
من جهته اقتحم وزير الأمن القومي الاسرائيلي إيتمار بن غفير ساحات المسجد الأقصى لأول مرة منذ بدء الحرب على غزة.
ويأتي ذلك في وقت تستمر فيه الحرب على غزة، والتي ازدادت معها الاعتقالات في الضفة الغربية وعمليات الاقتحام أيضا.
الفلسطينيون يرحبون
ورحّبت منظمة التحرير الفلسطينية الأربعاء باعتراف دول أوروبية بدولة فلسطين واعتبرت خطوة كل من إيرلندا والنروج وإسبانيا بأنها “تاريخية”. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ عبر حسابه على منصة إكس إنها “لحظات تاريخية ينتصر فيها العالم الحر للحق والعدل بعد عقود طويلة من الكفاح الوطني الفلسطيني والمعاناة والألم والاحتلال والعنصرية والقتل والبطش والتنكيل والتدمير الذي تعرض له شعب فلسطين”.
بدورها، اعتبرت حركة حماس الأربعاء أن اعتراف ثلاث دول أوروبية بدولة فلسطين “خطوةً مهمة” على طريق تثبيت حقوق الفلسطينيين في أرضهم وفي إقامة دولتهم، داعيةً كل الدول إلى القيام بالأمر نفسه.
وكانت، أيرلندا وإسبانيا وسلوفينيا ومالطا، الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، قد أشارت في الأسابيع الأخيرة إلى أنها تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية معتبرة أن حل الدولتين ضروري للسلام الدائم في المنطقة.
وقالت الحكومة الأيرلندية مساء الثلاثاء إن رئيس الوزراء ووزير الخارجية سيتحدثان إلى وسائل الإعلام صباح الأربعاء، لكنها لم تذكر تفاصيل.
وأعلن نائب رئيس الوزراء الإيرلندي، مايكل مارتن، الشهر الجاري أن بلاده سوف تعترف بالدولة الفلسطينية بحلول نهاية الشهر .
وقال مارتن، اليوم: “سوف نعترف بالدولة الفلسطينية قبل نهاية الشهر”. وأضاف: “الموعد المحدد ما زال غير محدد؛ لأننا ما زلنا نجري مناقشات مع بعض الدول بشأن الاعتراف المشترك بالدولة الفلسطينية”.
يشار إلى أن إيرلندا وإسبانيا تجريان مباحثات مع الدول الأوروبية الأخرى بشأن اعتراف مشترك بالدولة الفلسطينية.
وذكرت وكالة “بي إيه ميديا” البريطانية في وقت سابق أنه على الرغم من طرح تاريخ 21 مايو الجاري موعداً محتملاً، فإن مارتن قال إن الموعد ما زال “غير محدد”.
وأحيا الفلسطينيون، قبل أسبوع، الذكرى الـ76 للنكبة، مع تكشف كارثة محتملة أكبر في قطاع غزة، حيث نزح أكثر من نصف مليون شخص في الأيام الأخيرة بسبب القتال.
وتكثف إسرائيل عملياتها العسكرية في رفح، المدينة الواقعة على طول الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر، وكذلك في شمال غزة، حيث أعادت حركة حماس تنظيم صفوفها.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (أونروا)، في تصريح سابق، إن نحو 450 ألف فلسطيني طُردوا من رفح خلال الأسبوعين الماضيين.
وفي شمال غزة، أدت أوامر الإخلاء الإسرائيلية إلى نزوح ما لا يقل عن 100 ألف شخص حتى الآن.
وفر قرابة 80 بالمئة من سكان غزة – البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة – من ديارهم منذ اندلاع الحرب، وانتقل العديد منهم إلى أماكن أخرى عدة مرات.
وبات نحو 1.1 مليون فلسطيني على شفا المجاعة، وفقاً للأمم المتحدة، في حين تحدث مجاعة شاملة في شمال القطاع.
وتصور إسرائيل رفح على أنها آخر معقل حركة حماس، متجاهلة تحذيرات الولايات المتحدة وحلفاء آخرين من أن أي عملية كبيرة هناك ستكون كارثية على المدنيين.
وأدت سبعة أشهر من الحرب إلى مقتل أكثر من 35 ألف شخص في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لمسؤولي الصحة المحليين.
وبدأت الحرب في 7 أكتوبر عندما هاجمت حماس جنوبي إسرائيل، ما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص هناك، واحتجاز نحو 250 رهينة.
وتقول إسرائيل إن المسلحين ما زالوا يحتجزون نحو 100 رهينة ورفات أكثر من 30 آخرين.